المحتويات

© 2003 المركز الدولـي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) ، راجع حقوق النشر
  الصفحة الرئيسية> المطبوعات باللغة العربية> الري التكميلي
نظم الري

يعد نظام الري بالرذّاذ الممكن تحريكه باليد منخفض القيمة لكنه يتطلب الكثير من اليد العاملة.
يتمثل الفرق بين الري التكميلي والري التقليدي في طريقة الإدارة وليس في النظام وعدته. فمنظومة الري المناسبة للري التقليدي تناسب أيضاً الري التكميلي من الناحية الفنيّة. ولكن ثمة اعتبارات اقتصاديةً، إذ يقتصر استخدام منظومة الري التكميلي فقط بين حين وآخر، حيث أن الحاجة إلى الري في معظم المناطق البعلية لاتزيد عن مرة إلى ثلاث مرات في السنة. وإن استخدام المنظومة من حين إلى آخر نادراً ما يبرر الاستثمار المكلف له. لذلك فإن معظم نظم الري التكميلي هي من النوع السطحي، على الرغم من أن كفاءة وتناسق الإرواء فيها بصورة عامة أقل من نظم الري الأخرى. أما النظم الأعلى كلفة كالري بالرذّاذ والري بالتنقيط، فيتم اعتمادها من أجل الري الكامل خلال فصل الصيف بصورة رئيسة، إلا أنها تستخدم أيضاً للري التكميلي خلال الشتاء. وعندما ترتفع تكاليف اليد العاملة والمياه، ويكون الحقل غير مناسب للنظم السطحية أو عند عدم توافر نظم الري التقليدية، عندئذ تستخدم نظم الري بالرذاذ بشكل عام. إذ يتمثل الهدف من ذلك في تخفيض الكلفة إلى الحدّ الأدنى من خلال الانتقاء المناسب لنوع النظام وحجمه. إلا أن المشكلة تكمن في أن الحاجة إلى الإرواء تحصل لكامل المساحة المزروعة في آن واحد. إذ يجب توفير الري لمساحة كبيرة خلال وقت قصير. عندئذ يتطلب تدفقات مرتفعة من المياه إلى جانب نظم ضخمة للري، وهذا ما يتعارض والهدف المتمثّل بخفض التكاليف إلى الحد الأدنى. وللتغلب على هذه المشكلة، يمكن اعتماد الاستراتيجيات التالية:
لاتزال نظم الري بالتنقيط باهظة الثمن لري المحاصيل الحقلية.

1- استخدام نظم رذاذ (رش) متنقلة يمكن تحريكها بسهولة ضمن الحقل إما آليا أو يدوياً عندما تكون اليد العاملة رخيصة، حيث تكون النظم القابلة للتحريك يدوياً مناسبة إذا كانت أجور اليد العاملة غير مرتفعةً. كما تعمل منظومات الرش المتدحرجة ومرشات المدفع على توفير الكثير من المال.

2- يمكن التخفيف بشكل جوهري من مشكلة الطلب على معدلات ري وحجم نظام كبيرين خلال فترة الذورة من خلال مد (توزيع) الاحتياجات المائية القصوى على فترة زمنية أطول في أواخر الربيع. ويتم ذلك من خلال اعتماد مواعيد مختلفة للزراعة في مواقع مختلفة من الحقل، وتتراوح بدءاً من مطلع تشرين الثاني/نوفمبر وحتى أواخر كانون الثاني/يناير، وانتقاء محاصيل وأصناف مختلفة تتطلب المياه في أوقات مختلفة. ورغم أن ذلك قد يؤثر نوعاً ما في الغلة والإنتاج، إلا أنه يخفض من تكاليف الري.

3- يمكن تقسيم كمية المياه المطلوبة خلال ذروة فترة الري إلى مرتين (ريّتين) أو أكثر. وتُعطى كمية أقل من المياه لكنها تغطي الحقل بشكل أسرع وبالتالي يمكن تجنب حدوث الإجهاد الشديد.
يستخدم نظام الحركة الخطية في العراق للري الكامل في الصيف والري التكميلي في فصل الشتاء.

4- يمكن تخزين مياه الري في التربة قبل تحقق موعد الري. وفي مطلع الربيع، تتزايد معدلات استهلاك المحصول واستنزاف المياه، مما يخلق حيّز في التربة يمكن الاستفادة منه لتخزين المياه قبل الوصول إلى المرحلة الحرجة. وخلال هذه الفترة، يمكن للمزارعين البدء بالري باكراً وملء جزء من هذا الحيّز الذي بدوره سيؤخر الموعد التالي للري المطلوب، مما يخفض من ذروة الحاجة إلى المياه. وفي الواقع، يلجأ بعض المزارعين الذين يملكون نظاماً صغيراً للري (نظاماً واحداً ينقل باليد) إلى اتباع هذه الطريقة.

5- عندما يكون في المزرعة محاصيل صيفية مروية، فإنه يجب تخصيص النظام ليناسب كلاً من الري الكامل (صيفاً) والتكميلي (شتاءاً) على السواء.

6- وعندما يكون النظام من أجل الري التكميلي فقط، فإنه يمكن خفض حجمه وكلفته من خلال الأخذ بعين الاعتبار احتياجات الجدولة الزمنية المثلى للمياه، وليس متطلبات المحصول الكاملة منها. وإن التزويد بـ 50% من متطلبات الري الكامل لايزيد كفاءة استخدام المياه والإيرادات الصافية فحسب، بل يخفض أيضا الحاجة إلى المياه، ويقلل من حجم نظم الري، ويخفض من تكاليفه.

 
محاولات لتعديل الري باستخدام الأثلام من أجل الري التكميلي للقمح قد تساعد على خفض تكاليف الري مع الحفاظ على الكفاءة المرتفعة.
 
لايعتبر الري السطحي الشريطي (اللاحات) شائعاً جداً بسبب التكاليف المرتفعة لمتطلبات تسوية الأرض.


الري السطحي هو الأكثر شيوعاً، حيث لايتطلب أي رأس مال إلا أنه يحتاج الكثير من اليد العاملة.