الأراضى المتأثرة
بالأملاح هى الأراضى التى تعوق نمو معظم النباتات لوجود نسبة عالية من
الأملاح الذائبة ، الصوديوم المتبادل أو كلاهما مما يؤثر على الإنتاج الزراعى
عموماً بصورة سلبية . ورغم أن هذه الأراضى تعتبر أراضى منتجة وإن كانت ضعيفة
إلا إنها لا تصل لمرحلة الإنتاج القصوى إلا بتطبيق الأساليب الفنية لإدارة
ومعالجة مشكلة الملوحة والقلوية بها . وتنتشر الأراضى المتأثرة بالأملاح على
نطاق واسع فى المناطق الجافة وشبه الجافة والتى تعتبر مصر من المناطق الممثلة
لها . تبلغ المساحة الكلية المنزرعة فى مصر بنحو 7.8 مليون فدان تعتمد
كلية على الرى . ويعتبر توفير مياه الرى وترشيد استخدامه من العناصر
الرئيسية فى عملية التكثيف الزراعى والتوسع الأفقى الذى يشكل ركناً أساسياً
فى التنمية الزراعية . وتبلغ مساحة الأراضى المتأثرة بالأملاح بنحو 2
مليون فدان بنسبة حوالى 35% من المساحة الكلية تتوزع كالآتى :
60% أراضى شمال الدلتا ، 25% من أراضى وسط وجنوب الدلتا ، 25 % من
أراضى مصر العليا . ويعتمد توزيع الأراضى المتأثرة بالأملاح على
العوامل البيئية مثل المناخ ، الجيولوجيا ، الجيوكيمياء والظروف الهيدرولوجية
، كما أن تكوين الأنواع المختلفة من الأراضى المتأثرة بالأملاح فى المساحات
المروية يرتبط ارتباطاً مباشراً بتركيز الكلوريد ، الكبريتات والبيكربونات
السائدة .
طبيعة ومنشأ
الأراضى المتأثرة بالأملاح : تتركز الأراضى المتأثرة بالأملاح فى
مصر فى منطقة شمال وشرق وغرب الدلتا ، بالإضافة إلى بعض الأماكن الأخرى فى
وادى النطرون ، التل الكبير ، الواحات والفيوم . ويعتبر ملح كلوريد الصوديوم
هو المصدر الرئيسى للملوحة . كما أن تأثر التربة بمياه البحر والبحيرات
الملحية لمدة طويلة يؤدى لزيادة ملوحة المحلول الأرضى ويعتبر ذلك أحد
الأسباب الرئيسية لملوحة الأراضى وتمثل أراضى شملا والحامول نموذجاً
لهذه الأراضى فى شمال الدلتا جنوب بحيرة البرلس . وتعتبر أملاح كلوريد
وكبريتات الماغنسيوم هى المصدر الرئيسى لملوحة أراضى بحيرة المنزلة ، بينما
فى أراضى أبيس جنوب بحيرة مريوط تنتشر أملاح كلوريد الصوديوم .
وبالنسبة لمناطق مريوط والتل الكبير تسود أملاح كلوريد وكبريتات الصوديوم عل
التوالى . ويعتبر السبب الرئيسى لتدهور هذه الأراضى هو الرشح الذى يحدث من
قنوات الرى فى مريوط ومن ترعة الإسماعيلية فى التل الكبير . وبالنسبة لمنطقة
فرهاش تسود أملاح كربونات وكبريتات الصوديوم ويعتبر السبب الرئيسى فى ظهور
مشكلة القلوية هو عملية الاختزال الحيوى للكبريتات . كما أن السبب الرئيسى
لظهور الملوحة فى تلك المنطقة هو سيادة أملاح كلوريد الصوديوم والرى بمياه
ملحية ذات درجة ملوحة 5000 جزء فى المليون .
وتتميز الأراضى
القلوية بالخواص الطبيعية السيئة مثل سوء التهوية والنفاذية والرشح والتى
ترتبط ارتباطاً مباشراً بسيادة كاتيون الصوديوم على مقعد التبادل بالإضافة
لوجود سيلكات الماغنسيوم المترسبة خلال تكوين الأراضى القلوية . كما تتميز
الأراضى الغنية بالعروق الجبسية بانخفاض نفاذيتها للمياه . نظاً لوجود طبقات
صماء تحت الطبقات الغنية بعروق الجبس على أعماق مختلفة . وبتعرض هذه الأراضى
للرطوبة يحدث تفكيك لهذه الطبقات التى تتحول إلى طبقات صماء بالجفاف
. هذا النوع من الأراضى المتدهورة يتأثربعدة عوامل مثل العمق ،
الزمن ،انتظام أو تذبذب المياه الجوفية . وتنشأ هذه الأراضى الغنية بالعروق
الجبسية تحت ظروف ماء أرضى عميق بينما النوع القلوى يتكون فى المساحات التى
تعانى من ارتفاع مستوى الماء الأرضى. إن التركيب المحصولى فى مصر يرتبط
ارتباطاً أساسياً بظروف التربة . ففى الجزء الشمالى من دلتا نهر النيل حيث
توجد الأراضى الملحية فإن الدورة الزراعية تشمل الأرز والقطن كمحاصيل صيفية
أساسية ، والقمح والبرسيم كمحاصيل شتوية . وكل هذه المحاصيل ذات درجة تحمل
للملوحة لحد ما . كما تتم زراعة محصول بنجر السكر فى تلك المنطقة وهو من
المحاصيل المقاومة للملوحة ويغذى مصنع السكر الموجود
بمنطقة شمال الدلتا . وهناك اتجاهاً للتوسع فى زراعة هذا المحصول فى الأراضى
الحديثة الاستصلاح فى مناطق غرب الدلتا . وحالياً تواصل الحكومة
نشاطها فى استصلاح الأراضى المتأثرة بالأملاح من خلال تنفيذ ثلاثة برامج
رئيسية تهدف إلى زيادة إنتاجية الأراضى ومعالجة الآثار الناتجة عن مشكلة
ملوحة وقلوية التربة . البرنامج الأول : من خلال تنفيذ
شبكة صرف مغطى على مستوى الجمهورية تغطى مساحة 6.4 مليون فدان قبل عام 2000
. البرنامج الثانى : تنفيذ برنامج استصلاح الأراضى المتأثرة بالأملاح
. البرنامج الثالث : تحسين الأراضى والذى يعتبر المهمة الأساسية للهيئة
العامة للجهاز التنفبذى لمشروعات تحسين الأراضى ( EALIP )
.
ويتضمن برنامج استصلاح
الأراضى المتأثرة بالأملاح فى مصر ما يلى :
1- استصلاح الأراضى
البكر المتأثرة بالأملاح ذات مستوى الماء الأرضى المرتفع والملحى مثل أراضى
قاع البحيرات فى شمال الدلتا . 2- استصلاح الأراضى الملحية ذات
الإنتاجية الضعيفة أو البكر ذات مستوى الماء الأرضى المنخفض مثل الأراضى
الصحراوية والواحات. 3- استصلاح الأراضى الغدقة فى شمال
الدلتا . 4- استخدام المحسنات الكيماوية مثل
: أ ) أملاح الكالسيوم الذائبة مثل الجبس وكلوريد الكالسيوم
. ب ) المواد الحامضية مثل حمض الكبريتيك ، كبريتات الحديد ، كبريتات
الألومنيوم ، الجير ، الكبريت ، البيريت .
ج) أملاح
الكالسيوم ذات حاصل الإذابة المنخفض ( الحجر الجيرى
). 5- استخدام الكهرباء . 6- تحسين الأراضى التى تعانى
من الملوحة الثانوية الناشئة عن الرى بمياه ذات درجة صلاحية منخفضة
. 7- زراعة المحاصيل التى تحسن من الأراضى الصودية مثل زراعة الأرز ،
بنجر السكر ، نباتات المراعى. 8- صيانة الأراضى الزراعية المنتجة
والمحافظة عليها من ظهور مشاكل الملوحة الثانوية ، الغدق ، وصيانة شبكات
الصرف المغطى .
|